jeudi 24 novembre 2016

صراع الهوية والانتماء في تونس


اجابة لمن يميع في القضية التونسية ويحاول الهروب الى الامام ويشتكي من أن تونس والتوانسة يضيعون وقتهم في مواضيع هامشية وجانبية متعلقة بالهوية والانتماء عوض التطرق الى مواضيع الاقتصاد والتنمية.
الكثير لا يعرف أن الصراع الذي يدور في تونس هو صراع هوية وانتماء وولاء ، بمعنى تونس لمن تتبع وهذا الصراع تقوده دول لها أطراف محلية عميلة تنفذ مشروعها في تونس ، مشروع تونس العربية التي هي جزء من الوطن العربي المزعوم وهؤلاء تدعمهم مصر والامارات والاردن والسعودية وفرنسا وقطر وتركيا وبريطانيا وامريكا ...
كل هذه الأطراف العميلة لا تؤمن بتونس كدولة مستقلة حرة ذات سيادة بل تعتبرها جزء من اوطان اخرى وكيانات خيالية أخرى كـ (الوطن العربي) و (الخلافة الاسلامية) و (العالم العربي) و (العالم الاسلامي) ولا مستعمرة غربية وبرز هذا الصراع في اعداد الدستور التونسي حيث أصروا على ان تكون تونس جزء من الوطن العربي بينما التونسيين الوطنيين الأحرار عارضوا وقاطعوا هذا الدستور ومازالوا على موقفهم الوطني التونسي الثابت...لان هذا الدستور والتوجه له عواقب وخيمة على الشعب التونسي من حيث بناء الاقتصاد والثقافة والاعلام والتربية والتعليم والامن القومي التونسي بصفة عامة وغيره...فعندما تكون تونس جزء من كيانات اخرى في الدستور فهذا يسمح للدول الاخرى في التدخل في تونس وسيادتها على ترابها الوطني وعلى ثرواتها وفي قرارها وهذا ما يقع للأسف...
إن العميل والمرتزق دائما يوضع لخدمة مصالح دول أخرى وليس لخدمة وطنه وشعبه وعزتهم وكرامتهم مهما رفع من شعارات رنانة يظل العميل عميلاً لا رجاء منه.
اما التونسيون الوطنيون فيطرحون مشروع مغاير معارض لهذان المشروعان وهو مشروع الهوية الأمازيغية التونسية الجامعة لكل التوانسة المستمدة من الأرض التي سقاها الأجداد بدمائهم الزكية ،تونس لا عربية لا إسلامية بل تونس الأصلية والحقيقية للجميع وتحترم الإسلام وكل الثقافات الوافدة ومنفتحة على اللغات الأخرى وتعتز بهويتها الأمازيغية التونسية المتجذرة والمتأصلة عبر التاريخ وتعتز بالانتماء للوطن التونسي ، أي أن تونس هويتها تونسية فقط وليست تابعة أو جزء من احد انما هي دولة كاملة السيادة والاستقلالية ولكن هذا المشروع الوطني المحلي النابع منا وليس له لا مرجعيات فكرية مستوردة ولا رموز غير تونسية غير مدعوم خارجياً لأنه لا يخدم مصلحة أي دولة أجنبية كانت انما يخدم مصلحة التوانسة وتونس فقط.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire