كثير من الناس يغترون بسلمية التونسيين بل وسلبيتهم احيانا او تظاهرهم بقبول اوضاع معينة لم يستشاروا في امرها من ذلك موضوع الهوية.ويستنتجون من ذلك ان قبولهم علامة رضا فيواصلون سعيهم الى فرض مزيد من الاختيارات التي يعتقدون انها تمثل مصالح الناس
او لا تتعارض معها او لاباس من اتخاذها ما دام الناس لم يعارضوها .ويتظاهر الناس بالقبول ولكن في قرارة انفسهم تبدا التساؤلات والحيرة تفعل فعلها وياتي اليوم الذي يصرخون فيه صرخة الرفض .
فنحن نطمح الى بناء تونس جديدة متفتحة حداثية ومتسامحة انطلاقا من فهمنا العميق لخصوصيات شعبنا الحضارية وموقعه التاريخي والجغرافي. نحن لسنا ابناء قرن او قرنين من الزمن مثل بعض الامارات القروسطية نحن ابناء الاف السنين خرجنا من حضارة عمرها اكثر من عشرة الاف سنة وليس ثلاثة الاف سنة كما يحلو لنا ان نردده والتهمنا حضارات وجيوشا لا تحصى ولا تعد جاءت الى هذه الارض غاصبة متجبرة فاندحرت كلها وبقي شعبنا الامازيغي شامخا شموخ النخيل اخذت جيناته من كل حضارة ما شاء لها ان تاخذ ولفظت ما شاع لها ان تلفظ فتغذت هويته من كل وارد على هذه الارض وشكل شخصية فذة فريدة علمتها محن الازمنة المتعاقبة الصبر والثبات والاعتدال والحكمة والتفتح بدون عقد. ان هوية التونسيين لا تختزل لا في الدين ولا في اللغة وانما هي اشتراك هذه المجموعة البشرية في الارض والتاريخ والحضارة والثقافة التونسية الامازيغية الشمال افريقية كذلك التطلعات والاحلام المشتركة وغير ذلك من العناصر التي تتشكل منها الشعوب الحية. فقد فشلت نظرية صدام الحضارات التي اقامها صانعوها على الدين والعرق حيث يقع تبرير الاضطهاد والاقصاء والتهميش باسم الدين والعرق .
لذا يجب الاعتراف بالهوية والانتماء الحضاري الامازيغي لتونس كبعد اساسي للهوية الوطنية التونسية مع ما اضيف لها من روافد تغذت بها وبالتالي كل نظرة اوحادية لهوية تونس فهي مرفوضة فيريد البعض ان يختزلها في بعد واحد يعبر عن حقبة تاريخية معينة كانت عنصر اثراء وقيمة مضافة لتاريخنا وحضارتنا فكيف نفرض اذن على التونسيين اختيارا واحدا يتلخص في الهوية العربية ؟ فمن يسعى الى هذا الاختيار فهو يظلم الشعب ويظلم نفسه لانه سيكون مضطرا الى استخدام اساليب القهر والظلم لفرض اختياراته ويظلم نفسه لان للقهر والاستبداد حدودا.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire