هل كان هدف التعريب هو نشر اللغة العربية مؤسساتيا أم نشر الهوية العربية ذهنيا؟
هل كانت مضامين وأهداف التعريب هي حقا محاربة الفرنسية، وحماية اللغة العربية والدفاع عنها والعمل على نشرها وتعليمها، وفرض استعمالها كلغة أولى ورسمية في مؤسسات الدولة؟ أم أن مضامينه وأهدافه هي شيء آخر غير ذلك؟
لو كان الهدف من التعريب هو نشر وتعميم اللغة العربية كلغة، لبقيت تونس وباقي بلدان شمال افريقيا محتفظا بانتمائه الترابي، أي بهويته المستمدة من موطنه بشمال إفريقيا وهي الامازيغية، مع استمراره في استعمال اللغة العربية ونشرها وتعليمها كلغة رسمية للدولة ولغة ثقافة ومعرفة ومدرسة، كما هو حاصل لدى الكثير من البلدان التي تبنّت، لأسباب تاريخية أو دينية أو اقتصادية أو ثقافية أو عليمة، غيرَ لغاتها الهوياتية كلغات رسمية أولى دون أن يغير ذلك شيئا من انتمائها الترابي الذي يحدده موطنها الجغرافي. فالهند والسينيغال والمكسيك والبرازيل، مثلا، تعتمد الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية كلغاتها الرسمية الأولى، دون أن يغير ذلك الانتماءَ الترابي لتلك الدول ليجعل منها دولا ذات انتماء إنجليزي (الهند) وفرنسي (السينيغال) وإسباني (المكسيك) وبرتغالي (البرازيل).فكيف غير اذن التعريب الانتماء الترابي لتونس؟
ولماذا تغير إذن الانتماء الترابي لتونس وشمال افريقيا عموما نتيجة لسياسة التعريب ليصبح مغربا "عربيا"، لو كان الهدف من التعريب هو فقط اللغة العربية وليس تعريب الهوية والانتماء لسكان شمال افريقيا؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire