jeudi 26 décembre 2013

خصائص اللغة الأمازيغية


للغة أيا كانت مظهران :
· مظهر طبيعي عضوي صوتي تبدو فيه أداة لتحريك الأعضاء الصوتية في جسم الإنسان كالشفتين واللسان واللهاة والفكين والرئتين والحنجرة. وهذه الأجزاء عند تحريكها تخلق أصوات مختلفة تميز الإنسان عن الحيوان.
· مظهر وضعي ثقافي يظهرها كمجموعة رموز أو إشارات أو ألفاظ متفق على معانيها وقواعدها داخل مجتمع، بحيث يتم التعبير عن المشاعر والأفكار بواسطة ألفاظ ومعان تؤدي إلى الحصول على التواصل والاستيعاب المتبادل.
ويتضح مما سبق أن اللغة كيفما كانت ما هي إلا وسيلة طبيعية واجتماعية وبشرية وضعها الإنسان بشكل جماعي من أجل التواصل ، باستعمال الجهاز الصوتي لنقل وتلقي أفكار وأحاسيس.

ما هي اللهجة؟ ومتى يمكننا التحدث عن اللهجة؟
اللهجة عموما هي استعمال خاص للغة في بيئة معينة ونتيجة ظروف مختلفة جغرافية واقتصادية واجتماعية. وقد عرفها سليم شاكر "variante régionale" de la langue. لذلك فإنه لا يمكن الحديث عن لهجة دون لغة نظرا لكون اللهجة تتولد من اللغة ،التي تعتبر الوعاء الذي يحتويها وهذا ما هو حاصل بالنسبة للأمازيغية.

ما الفرق بين اللهجة واللغة؟
يجمع علم اللغة –الفيلولوجيا- على أنه ليس هناك فرقا بين اللغة و اللهجة، وذلك بسبب أن كل لهجة هي في حد ذاتها لغة قائمة بذاتها بنظامها الصوتي، و بصرفها، و بنحوها، و بتركيبها، و بمقدرتها على التعبير. لكن هذا الكلام ليس مقبولا من طرف العديد من الدارسين و الأقلام المأجورة خاصة حيث يرون أنه بالرغم من كون اللهجة هي وليدة لغة أم، إلا أن هناك اختلافات بينها وبين اللغة.
فالفرق حسب هؤلاء يكون أولا في عدم القدرة على التفاهم والتواصل نظرا للفروق الموجودة سواء في الأصوات أو المفردات أو التركيب. وهذا الرأي يجعل التفاهم مقياساً للفرق بين لهجة و لغة. و كمثال حي على ذلك عدم تفاهم أهل البندقية وأهل صقلية. فالتفاهم إذن لا يمكن أن يكون الفارق بين لغة و لهجة.
أما الفرق الثاني فهو يذهب إلى أن اللهجة لا ترقى إلى اللغة وبأنها صورة منحطة لواقع لغة فصحى، على الرغم من أن الدراسات اللغوية أثبتت أن اللهجة ليست كذلك بل على العكس من ذلك هي صورة لتطور وتقدم لغوى فاللغة التي ليس لها لهجات لا تعتبر لغة أو من عداد اللغات الميتة.
وبغض النظر عن الذي قيل ولازال يقال في الفرق بين اللغة واللهجة فإن العلاقة بينهما هي العلاقة بين العام و الخاص، فاللغة تشمل عادة على عدة لهجات لكل منها ما يميزها وجميع هذه اللهجات تشترك في مجموعةٍ من الصفات اللغوية, و العادات الكلامية التى تؤلف لغةً مستقلة عن غيرها من اللغات مثلما هو الحال بالنسبة اللغة الامازيغية.

اللغة الأمازيغية من اللغات الأم:
هي لغة شمال أفريقية حسب جل الباحثين أي هي إحدى اللغات الأفرو- أسيوية القديمة، وهذه اللغات خمس لغات وهي : اللغة المصرية القديمة واللغة الكوشية واللغة السامية واللغة الأمازيغية وهي عائلات لغوية تفرقت عنها كل اللغات واللهجات. وهي كذلك لغة معيارية يتواصل بها الناس في ربوع شمال أفريقيا منذ عشرات الآلاف من السنين من واحة سيوى بمصر شرقا إلى جزر الكناري والمحيط الأطلسي غربا ومن البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى مشارف الغابة الاستوائية جنوبا.

ويتكون هذا النظام الصوتي حاليا من عدد من اللهجات يمكن اختزالها حسب جل الباحثين في حوالي 8 فروع كلها تنحدر من اللغة الأمازيغية الأم وتختلف فقط في الجانب الصوتي وبعض الجوانب المعجمية، و أهمها :
· فرع تاتواكَييت : (الطوارقية) وهي اللغة الزناتية ويتحدث بها الأمازيغ الطوارق بالصحراء الكبرى وتنتشر هذه اللهجة في شمال كل من مالي والنيجر وجنوب الجزائر وليبيا ومناطق من تشاد وبوركينافاسو .
· فرع تاسوسييت أو تاشلحييت : وهي لغة مصمودة ولمطة وجزولة وتنتشر في المغرب من خط دمنات – الصويرة شمالا إلى الصحراء جنوبا ومن المحيط الأطلسي غربا إلى منطقة وارزازات شرقا ..
· فرع تاقبايلييت : و هي لغة كتامة المنتشرة في مناطق القبائل بالأطلس الساحلي الجزائري
· فرع تامازيغت : وهي لغة صنهاجة وتنتشر في شرق الأطلس الكبير وفي الأطلس المتوسط ومناطق زمور و زايان بالمغرب .. + فرع تاريفييت : وهي لغة كَتامة المنتشرة في جبال الريف والهضاب التي تليها جنوبا وفي شرق المغرب …
· فرع تانفوسييت : وهي لغة نفوسة وتنتشر في جبال نفوسة ب ليبيا وشرق و جنوب تونس
· فرع تاغدامسييت وهي لغة منطقة غدامس الموجودة بالجنوب الغربي بليبيا + فرع تازواوييت وهي لغة واحة زواوة بالقرب من جبال نفوسة بليبيا
· فرع تاسييوييت : وتنتشر في صحراء جنوب غرب مصر …
· فرع تاشاوييت : وتنتشر في جبال الأوراس ب شمال شرق الجزائر وشمال و وسط غرب تونس
· فرع تامزابيت : المنتشرة في وادي مزاب بالجبال الصحراوية الجزائرية ومن المعلوم أن اللغة الأمازيغية قد اضمحلت في جزر الكناري بسبب الاستعمار الإسباني، رغم اعتزاز أهلها الأصليين “الغوانش” بأمازيغيتهم.

للغة الامازيغية نظام كتابة وهي تيفيناغ:
وهي اللغة التي استعملها الأمازيغ الطوارق في حين كتب الأمازيغ بكتابات أخرى لعدة ظروف يذكرها التاريخ،
ج- الأمازيغية لغة أكد عليها كل الباحثين القدامى والمحدثين:
وذلك بشهادة أغلب المؤرخين والدارسين:
Ø يقول العلامة ابن خلدون:"… ولغتهم أي لغة الامازيغ أو البربر من الرطانة الأعجمية متميزة بنوعها وهي التي اختصوا من أجلها بهذا الاسم .."،
Ø يقول الحسن الوزان في كتابه تاريخ أفريقيا: "إن الشعوب الخمسة المنقسمة – يشير إلى شعوب صنهاجا، مصمودا، زناتا، هوارا و غمارا في شمال إفريقيا أو ما يسمى بالأفارقة البيض – تستعمل لغة واحدة تطلق عليها إسم « أوال أمازيغ » أي الكلام النبيل، بينما يسميها العرب البربرية، وهي اللغة الإفريقية الأصيلة والممتازة والمختلفة عن غيرها من اللغات"؛
Ø مولود معمري ( 1917-1989 ) في كتابه Tajrrumt n tmazight ؛
Ø سالم شاكر في كتابه Textes en langueberbère؛
Ø أحمد بوكوس في كل كتاباته منها: أطروحته المعنونة ب Langage etculture populaire au Maroc المنشورة في السبعينيات؛
Ø المرحوم قاضي قدور في رسالته لنيل الدكتوراه في موضوع Système verbal en tamazight سنة 1987.
Ø محمد شفيق في كتابه "33 قرنا من تاريخ الأمازيغيين": نقلا عن الكاتب الفرنسي المستمزغ « André Basset » ما يلي : ” ينتقل الباحث من لهجة إلى لهجة دون أن يحس بأنه يتنقل داخل نفس اللغة . ” كتب هذا سنة La langue berbère, p. IX) 1929 ثم أضاف بعد عشرين عاما من مواصلة البحث، قائلا : ” إن بنية اللغة الأمازيغية وعناصرها وأشكالها الصرفية تتسم بالوحدة إلى درجة أنه إن كنت تعرف حق المعرفة لهجة واحدة منها استطعت في ظرف أسابيع أن تتعلم أية لهجة أخرى، تدلك على ذلك التجربة، إذ اللغة هي اللغة نفسها .[21]
Ø يقول نجيب رشيد: "نظرا لما تحتضنه الأمازيغية من كنوز لغوية وذخائر لسنية ونفائس ثقافية, فقد لفتت منذ مدة طويلة أنظار المشتغلين في البحث اللسني وطنيا وعالميا، وإلى حدود منتصف القرن 19 ظهر في تاريخ علم اللسانيات تخصص جديد يدعى ” البحث في اللسانيات الأمازيغية"، وهو تخصص أعطى ثماره واضحة في هذا المجال. ويعتمد إما البحث من داخل اللغة الأمازيغية وجذورها، وإما في منهج المقارنة بينها وبين اللغات الأخرى.

كما أن هناك العديد من الكتابات الفرنسية التي أكدت على لغوية اللغة الامازيغية، ومنها:
· André Bassetالذي كتب كتابا بعنوان La langue berbère سنة 1929؛
· Emil Laoust الذي ألف مجموعة من المؤلفات حول اللغة والثقافة الأمازيغيتين ومنها Mots et choses berbères سنة 1920 وكتاب Cour de berbèremarocainسنة 1939؛
· Lionel Galand الذي أصدر كتابا بعنوانet la culture berbèreLa langue سنة 1979؛
· بنطوليلا وهو متخصص في الأبحاث والدراسات اللسانية حول اللغة الأمازيغية والثقافة الأمازيغية، ومن أهم مؤلفاته في هذا الإطار كتاب Les classes d’unités significatives en berbère الصادر سنة 1986؛
· روبير أسبينيون الذي أنجز كتابه "لنتعلم البربرية لهجة تاشلحييت" Apprenons le bérbère ” “le dialecte sheluh”.

هذا فضلا عن الكتابات الاسبانية التي أكدت على لغوية اللغة الامازيغية، ومنها:

Ø كتابات Ibânez و Sarrionanda و Figueras و Lafuente .
أما من جهة الباحثين الأمريكيين فنجد كلا من Penchoen و Applegate و Harrien و Abdelmassih و Greenberg.هذا الأخيرأصدر كتابا بعنوان Languages of Africa سنة 1955 تطرق فيه إلى اللغة الأمازيغية، وقد صنف فيه اللغات الإفريقية إلى أربع مجموعات وسمى إحدى تلك المجموعات بالمجموعة الإفريقية الأسيوية واضعا اللغة الأمازيغية في مقدمتها.

بالإضافة إلى العديد من الكتب التي لا يمكن احصاؤها، نختمها بالباحث السويسري W.Vycichl الذي ألف كتابا بعنوان Contacts chamito-sémitiques : un seul groupe oudeux groupes distincts
?

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire