jeudi 26 décembre 2013

الهوية والانتماء الأمازيغي هو الضامن الوحيد للسيادة والاستقلال



اعلان الهوية والانتماء الأمازيغي هو الضامن الوحيد للسيادة والاستقلال

لمناقشة مسألة الهوية بين الانتماء الليبي والتونسي والجزائري والمغربي والموريطاني والانتماء الأمازيغي، علينا أولا توضيح وتحديد العلاقة بين الهوية والجنسية.

قد يبدو للوهلة الأولى أن الهوية هي الجنسية، وأنهما اسمان لمسمى واحد ما دام أن الذي ينتمي هوياتيا إلى دولة ما فهو يحمل في نفس الوقت جنسية هذه الدولة. لكن عندما نحلل مفهوم الجنسية، سنلاحظ أنه يختلف كثيرا عن مفهوم الهوية، وأنهما لا يتطابقان إلا نادرا واستثناء.

فالجنسية هي رابطة قانونية وسياسية بين الفرد والدولة التي ينتمي إليها كمواطن. أما الهوية فهي رابطة "ترابية" بين الفرد والأرض التي ينتمي إليها كموطن دائم له. ولهذا، فحتى عندما يكون هناك "تطابق"، في الحالات النادرة، بين الهوية والجنسية، يبقى أن الشخص قد يكتسب ـ في الحالة التي يسمح فيها قانون بلده الأصلي بذلك مثل المغرب ـ، بجانب جنسيته الأصلية التي قد لا تختلف في هذه الحالة عن الهوية، جنسية أخرى يسري عليها قانون الدولة المانحة لتلك الجنسية عندما يكون موجودا ببلدها، مثله في ذلك مثل كل مواطني هذا البلد. أما الهوية فهي لا تُكتسب لأنها واحدة. فلا يمكن للشخص أن تكون له هويتان مثلما يمكن أن تكون له جنسيتان. وهذا ما يفسر أن الكثير من المغاربيين الحاصلين على الجنسية الفرنسية مثلا، هم ضحايا سلوكات عنصرية لأن هويتهم ليست فرنسية رغم أن جنسيتهم فرنسية. أحفادهم فقط من الجيل الرابع أو الخامس، أو أكثر، يمكن أن يكونوا ذوي هوية فرنسية.

ومن جهة أخرى ـ وهذا هو الفرق الأهم بين الجنسية والهوية ـ، إن الهوية قد تتسع لتشمل أكثر من جنسية واحدة، كما قد تضيق لتندرج أكثر من هوية واحدة تحت نفس الجنسية. فالهوية العربية مثلا تضم جنسيات متعددة مثل السعودية واليمنية والإماراتية والكويتية والقطرية والأردنية...، والهوية الأمازيغية تضم كذلك الجنسية المغربية والجزائرية والليبية والتونسية والموريطانية...، والهوية الجرمانية تضم أيضا الجنسية الألمانية والجنسية النمساوية... إلخ. كما نجد العكس كذلك في حالة الجنسية الإسبانية التي تندرج ضمنها الهوية الفشتالية والكطلانية والباسكية والكاليسية، وفي حالة الجنسية العراقية التي تشمل الهوية العربية والهوية الكردية، وفي حالة الجنسية البلجيكية التي تضم كذلك الهوية الفلامانية والهوية الفالونية... إلخ.

فالفرق في هذه الحالات والأمثلة بين الجنسية والهوية واضح: فأن يكون الشخص سعوديا في جنسيته فهو بالضرورة عربي في هويته، لكن أن يكون عربيا في هويته فلا يعني ذلك أنه سعودي في جنسيته، بل قد يكون يمنيا أو كويتيا أو قطريا أو أردنيا... إلخ. كما أن المغربي الجنسية هو بالضروري أمازيغي الهوية (ينتمي إلى شمال إفريقيا)، لكن أمازيغي الهوية ليس بالضرورة مغربي الجنسية، فقد يكون جزائريا أو ليبيا أو حتى مصريا. فالهوية، لأسباب تطور تاريخي، ولأنها مرتبطة بالأرض ونابعة منها، قد تنقسم إلى كيانات سياسية مستقلة بجنسيات قُطْرية ووطنية مختلفة، لكن مع بقاء هوية هذه الكيانات واحدة (موطن أصلي واحد ولغة واحدة). كما أن هويات متعددة، بحدودها الترابية واللسنية، قد تشكل كيانا سياسيا واحدا بجنسية قُطْرية وطنية واحدة، كحالة إسبانيا أو العراق أو بلجيكا أو سويسرا مثلا.

فما هي نتائج هذه العلاقة وهذا الاختلاف بين الهوية والجنسية، عندما يتعلق الأمر بمسألة الانتماء بالنسبة لحالة البلدان الشمال افريقية؟

هناك من يقول، كما نسمع ونقرأ ذلك دائما، ولتجاوز كل المشاكل والحساسيات والصراعات التي يخلقها ربط البلدان الشمال افريقية بالانتماء الأمازيغي أو العربي: "يجب أن نكون لا أمازيغيين ولا عربا، بل فقط مغاربة في هويتنا، وانتهى الأمر".

رغم أن الانتماء إلى ليبيا أو تونس أو الجزائر أو المغرب أو موريطانيا لا يعني الانتماء الهوياتي كما شرحنا ذلك بخصوص التمييز بين الجنسية والهوية، إلا أنه من الممكن أن نقبل هذه "التخريجة" لو أن هذه البلدان أصبحت، لأسباب تطور تاريخي، ذا هوية واحدة تتطابق وتجتمع فيها الهوية الأمازيغية (هوية الانتماء إلى أرض شمال إفريقيا) والجنسية القُطرية الوطنية، مثل حالة إيران التي تحمل هذا الاسم كدلالة على جنسيتها القُطرية الوطنية، والذي يحيل كذلك، دون لبس أو تأويل، على الهوية الفارسية للدولة الإيرانية، والتي هي هوية أرض بلاد فارس كما هو معروف. فلو أن البلدان الشمال افريقية هي حقا ذو هوية "أمازيغية شمال افريقية" مستقلة وقائمة بذاتها، وليس مجرد انتماء إلى جنسية قُطرية (قُطر ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريطانيا) تنتمي بدررها هوياتيا إلى العروبة، لما كانوا أعضاء ـ أو لانسحبوا منها ـ بجامعة الدول العربية التي هي تجمّع يضم جنسيات مختلفة لكن شريطة انتمائها إلى الهوية العربية بمفهومها العرقي؛ ولما كانت الدولة الشمال افريقية تتصرف كدول عربية وتعتبر نفسها جزءا من الوطن "العربي" تنتمي إلى مجموعة الدول العربية؛ ولما كانت الديبلوماسية للبلدان الشمال افريقية تشتغل كمثلة لدولة عربية وليس لدول مغاربية بهوية غير عربية؛ ولما كان المسؤولون يرددون، في كل تصريحاتهم وخطبهم، اللازمة المحفوظة التي تؤكد أن ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريطانيا دول عربية؛ ولما كان الإعلام يكتب بأن هشام الكروج هو أول عدّاء عربي... بدل أول عدّاء أمازيغي، ونوال المتوكل هي أول رياضية عربية...، بدل أول رياضية أمازيغية، ومثلا المغرب هو أول بلد عربي في إنتاج الفوسفاط...، بدل أول بلد أمازيغي؛ ولما كنا نسمع، عند ذكر الراحل الحسن الثاني، العبارة المكرورة: "فقيد العروبة والإسلام" بدل فقيد المغرب والإسلام لو كان المغرب حقا ذا هوية مغربية وليس عربية؛ وغيره من الزعماء المغاربة ولما جاء في الخطاب الملكي، الذي ألقاه الأمير مولاي رشيد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في 28 شتنبر 2012 بمناسبة انعقاد رورتها 67، وهو يتحدث عن الوضع بسوريا، أن المغرب هو "العضو العربي الوحيد"... (استمع إلى نص الخطاب على رابط "هسبريس": http://hespress.com/videos/63473.html).

فأين هو التميز الهوياتي (لنتذكر أن الهوية تميّز) للبلدان الشمال افريقية عندما تكون هويتها مستمدة من العروبة؟ إذن هذا الكلام ـ الاكتفاء بالانتماء إلى ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريطانيا وليس إلى الأمازيغية ولا العروبة ـ لا يرمي إلى الاعتراف بالبلدان الشمال افريقية كهوية قائمة بذاتها مستقلة عن الهوية العربية، بل يهدف إلى محاصرة الأمازيغية ومنع مطالبها الهوياتية ليبقى الانتماء الهوياتي العربي لليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريطانيا هو وحده السائد والمشروع.

نلاحظ، في حالة التطابق بين الهوية والجنسية بالنسبة للدول التي تحمل اسما واحدا هو اسمها القُطري والهوياتي في نفس الوقت، مثل اليابان والصين وفرنسا والهند، أن هذا الاسم يدل دائما على الأرض واللغة (المكونان الأساسيان للهوية)، والشعب الذي يتكلم هذه اللغة ويسكن هذه الأرض. فأسماء اليابان والصين والهند وفرنسا مثلا تعني أسماء لأرض هذه البلدان، وأسماء للغات هذه البلدان ولشعوبها في نفس الوقت.

أما لفظ "ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريطانيا أو حتى مغاربة" فلا يدل على الهوية الأمازيغية لأرض تامازغا لشمال إفريقيا، ولا على اللغة الأمازيغية، ولا على الشعب الأمازيغي الذي يسكن هذه الأرض ويتحدث هذه اللغة.

"المغرب" إذن تسمية أجنبية عن هوية الأرض وشعبها ولغتها، لأنها من وضع أجانب غرباء عن هذا الأرض ولغتها وشعبها. وبالتالي فلا معنى لكلمة "مغرب" إلا لدى هؤلاء الأجانب، التي تعني في لغتهم "جهة غروب الشمس" بالنسبة لموقعهم الجغرافي بجهة المشرق، والتي كانوا يقصدون بها، ليس المغرب الحالي بدلالته القُطرية، بل كل شمال إفريقيا حيث تغرب الشمس بالنسبة للعرب من موقعهم في المشرق.

أما الاسم الذي كان يطلق على المغرب كقُطْر ودولة، فهو اسم "مراكش" الذي هو اسم أمازيغي، يقال بأنه مركب يعني "أرض الله". ولأنه اسم أمازيغي فهو يتضمن دلالة هوياتية تدل على لغة السكان لأنه لفظ أمازيغي، وعلى أرضهم حيث يشير الجزء الأول من الاسم المركب، "أمور"، إلى الأرض، عكس كلمة "مغرب" التي لا تدل لا على أرض شمال إفريقيا الأمازيغية، ولا على لغتها الأمازيغية، ولا على سكانها الأمازيغيين. مما ينفي عن هذه الكلمة ـ المغرب ـ أي ارتباط بهوية الأرض الأمازيغية للمغرب.

وتجدر الإشارة إلى أن الاسم الأجنبي للمغرب في اللغات الأوربية {Maroc (français), Marokas (lituanien) Marocco (italien), Marrocos (portugais), Morocco (anglais), Marokko (allemand), Marruecos (espagnol), Mapokko (russe), Maroko (estonien)}، والذي هو مجرد تكييف للفظ "مراكش" مع النطق المحلي لهذه اللغات، لا زال يحتفظ دائما بالعناصر اللغوية الأمازيغية ذات الدلالة الهوياتية الأمازيغية كما شرحنا ذلك أعلاه. كل هذا يعني أن اسم "المغرب" ليس هو اسمه الهوياتي وإلا لكان حاضرا في الاستعمالات الأجنبية بعد تكييفها مع النطق الأجنبي لتلك الاستعمالات.

النتيجة أن استعادة الهوية الأمازيغية للدول بشمال افريقيا، لا بد أن يشمل كذلك استعادة الاسم الأمازيغي للمغرب حتى يكون منسجما مع الهوية الأمازيغية لأرضها.وذلك:

ـ إما بتسمية المغرب "تامازغا" حتى يكون الاسم يدل على هوية الأرض واللغة والشعب والدولة: الأرض الأمازيغية واللغة الأمازيغية والشعب الأمازيغي للدول الأمازيغية. وفي هذه الحالة ستكون هذه الدول الشمال افريقية هي "تامازغا" تمييزا لها عن بلدان "شبه الجزيرة العربية" الأخرى.

ـ وإما بالاحتفاظ باسماء "الدول" شريطة أن يصبح، بعد تدخل للإرادة السياسية للدولة التي تكون أمازيغية في هويتها تبعا للأرض الأمازيغية التي تسود عليها هذه الدولة، مطابقا في دلالته القُطْرية الوطنية لمضمونه الهوياتي الأمازيغي الذي سيعني الأرض الأمازيغية لليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريطانيا، مثلما نجد في الدول التي تحمل اسما قُطريا وطنيا مختلفا عن اسم الانتماء الهوياتي، لكن ذلك الاسم القُطْري يحيل على هوية الدولة النابعة من هوية الأرض التي تحمل اسما هوياتيا مختلفا عن الاسم القُطري الوطني، كما في حالة "بريطانيا" كاسم قُطري يحيل على الاسم الهوياتي الذي هو"إنجلترا"، أو "إيران" كاسم قُطري يحيل على الاسم الهوياتي الذي هو "فارس"، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.

فالغاية ليست إذن أن تحمل الدولة بشمال افريقيا صفة "أمازيغية"، بل الغاية هي أن تكون الدولة أمازيغية في هويتها الترابية، والتي هي هوية أمازيغية شمال إفريقية وليست عربية شبه الجزيرة العربية بآسيا الغربية.

حقيقة التعريب في تونس وشمال افريقيا




هل كان هدف التعريب هو نشر اللغة العربية مؤسساتيا أم نشر الهوية العربية ذهنيا؟

هل كانت مضامين وأهداف التعريب هي حقا محاربة الفرنسية، وحماية اللغة العربية والدفاع عنها والعمل على نشرها وتعليمها، وفرض استعمالها كلغة أولى ورسمية في مؤسسات الدولة؟ أم أن مضامينه وأهدافه هي شيء آخر غير ذلك؟
لو كان الهدف من التعريب هو نشر وتعميم اللغة العربية كلغة، لبقيت تونس وباقي بلدان شمال افريقيا محتفظا بانتمائه الترابي، أي بهويته المستمدة من موطنه بشمال إفريقيا وهي الامازيغية، مع استمراره في استعمال اللغة العربية ونشرها وتعليمها كلغة رسمية للدولة ولغة ثقافة ومعرفة ومدرسة، كما هو حاصل لدى الكثير من البلدان التي تبنّت، لأسباب تاريخية أو دينية أو اقتصادية أو ثقافية أو عليمة، غيرَ لغاتها الهوياتية كلغات رسمية أولى دون أن يغير ذلك شيئا من انتمائها الترابي الذي يحدده موطنها الجغرافي. فالهند والسينيغال والمكسيك والبرازيل، مثلا، تعتمد الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية كلغاتها الرسمية الأولى، دون أن يغير ذلك الانتماءَ الترابي لتلك الدول ليجعل منها دولا ذات انتماء إنجليزي (الهند) وفرنسي (السينيغال) وإسباني (المكسيك) وبرتغالي (البرازيل).فكيف غير اذن التعريب الانتماء الترابي لتونس؟
ولماذا تغير إذن الانتماء الترابي لتونس وشمال افريقيا عموما نتيجة لسياسة التعريب ليصبح مغربا "عربيا"، لو كان الهدف من التعريب هو فقط اللغة العربية وليس تعريب الهوية والانتماء لسكان شمال افريقيا؟

تخليص الأمازيغية من المضامين العرقية التي ألصقت بها قصدا أو خطأ






إن العمل على رد الاعتبار للهوية والثقافة الأمازيغية لتونس ولشمال إفريقيا عموما لا يمكن أن يتم إلا من خلال تخليص مفهوم الهوية من المضامين العرقية التي ألصقت بها قصدا أو خطأ ، ومن خلال النضال الثقافي و تنظيم الندوات والمناظرات واللقاءات الفكرية والثقافية حول موضوع الهوية والثقافة واللغة الأمازيغية،وبتبيان أن الهوية تتحدد بالأرض والحضارة والتاريخ وليس بالأصل الإثني أو غيره،و باحترام بل والدفاع عن التنوع الثقافي واللغوي داخل وحدة الهوية الأمازيغية للمنطقة الشمال افريقية،وبإعادة كتابة تاريخ تونس شمال إفريقيا بإبراز محتواه الهوياتي الأمازيغي ، وبربط علاقات التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات بين التنظيمات الأمازيغية الثقافية منها والحقوقية والمدنية على مستوى كامل البلاد التونسية،ومع سائر المنظمات والجمعيات التي لها نفس الأهداف.ان استعادة الهوية الأمازيغية لتونس وانتمائها لشمال إفريقيا ، المستمدة من هوية الأرض الأمازيغية ينبغي أن تكون هي المطلب المرجعي الرئيسي والأصلي لجميع التونسيين … وفي هدا الإطار يتحتم على كل أحرار تونس منذ الآن أن يولوا مسألة الهوية والثقافة الآمازيغية ، والانتماء التاريخي والحضاري الآمازيغي،اهتماما جادا ومحوريا،وألا يتخلوا عن مسؤولياتهم التاريخية الجسيمة والكبيرة في هذه المرحلة المصيرية حتى لا تحاسبهم الأجيال التونسية القادمة عن تقصيرهم وتفريطهم في ذلك

خصائص اللغة الأمازيغية


للغة أيا كانت مظهران :
· مظهر طبيعي عضوي صوتي تبدو فيه أداة لتحريك الأعضاء الصوتية في جسم الإنسان كالشفتين واللسان واللهاة والفكين والرئتين والحنجرة. وهذه الأجزاء عند تحريكها تخلق أصوات مختلفة تميز الإنسان عن الحيوان.
· مظهر وضعي ثقافي يظهرها كمجموعة رموز أو إشارات أو ألفاظ متفق على معانيها وقواعدها داخل مجتمع، بحيث يتم التعبير عن المشاعر والأفكار بواسطة ألفاظ ومعان تؤدي إلى الحصول على التواصل والاستيعاب المتبادل.
ويتضح مما سبق أن اللغة كيفما كانت ما هي إلا وسيلة طبيعية واجتماعية وبشرية وضعها الإنسان بشكل جماعي من أجل التواصل ، باستعمال الجهاز الصوتي لنقل وتلقي أفكار وأحاسيس.

ما هي اللهجة؟ ومتى يمكننا التحدث عن اللهجة؟
اللهجة عموما هي استعمال خاص للغة في بيئة معينة ونتيجة ظروف مختلفة جغرافية واقتصادية واجتماعية. وقد عرفها سليم شاكر "variante régionale" de la langue. لذلك فإنه لا يمكن الحديث عن لهجة دون لغة نظرا لكون اللهجة تتولد من اللغة ،التي تعتبر الوعاء الذي يحتويها وهذا ما هو حاصل بالنسبة للأمازيغية.

ما الفرق بين اللهجة واللغة؟
يجمع علم اللغة –الفيلولوجيا- على أنه ليس هناك فرقا بين اللغة و اللهجة، وذلك بسبب أن كل لهجة هي في حد ذاتها لغة قائمة بذاتها بنظامها الصوتي، و بصرفها، و بنحوها، و بتركيبها، و بمقدرتها على التعبير. لكن هذا الكلام ليس مقبولا من طرف العديد من الدارسين و الأقلام المأجورة خاصة حيث يرون أنه بالرغم من كون اللهجة هي وليدة لغة أم، إلا أن هناك اختلافات بينها وبين اللغة.
فالفرق حسب هؤلاء يكون أولا في عدم القدرة على التفاهم والتواصل نظرا للفروق الموجودة سواء في الأصوات أو المفردات أو التركيب. وهذا الرأي يجعل التفاهم مقياساً للفرق بين لهجة و لغة. و كمثال حي على ذلك عدم تفاهم أهل البندقية وأهل صقلية. فالتفاهم إذن لا يمكن أن يكون الفارق بين لغة و لهجة.
أما الفرق الثاني فهو يذهب إلى أن اللهجة لا ترقى إلى اللغة وبأنها صورة منحطة لواقع لغة فصحى، على الرغم من أن الدراسات اللغوية أثبتت أن اللهجة ليست كذلك بل على العكس من ذلك هي صورة لتطور وتقدم لغوى فاللغة التي ليس لها لهجات لا تعتبر لغة أو من عداد اللغات الميتة.
وبغض النظر عن الذي قيل ولازال يقال في الفرق بين اللغة واللهجة فإن العلاقة بينهما هي العلاقة بين العام و الخاص، فاللغة تشمل عادة على عدة لهجات لكل منها ما يميزها وجميع هذه اللهجات تشترك في مجموعةٍ من الصفات اللغوية, و العادات الكلامية التى تؤلف لغةً مستقلة عن غيرها من اللغات مثلما هو الحال بالنسبة اللغة الامازيغية.

اللغة الأمازيغية من اللغات الأم:
هي لغة شمال أفريقية حسب جل الباحثين أي هي إحدى اللغات الأفرو- أسيوية القديمة، وهذه اللغات خمس لغات وهي : اللغة المصرية القديمة واللغة الكوشية واللغة السامية واللغة الأمازيغية وهي عائلات لغوية تفرقت عنها كل اللغات واللهجات. وهي كذلك لغة معيارية يتواصل بها الناس في ربوع شمال أفريقيا منذ عشرات الآلاف من السنين من واحة سيوى بمصر شرقا إلى جزر الكناري والمحيط الأطلسي غربا ومن البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى مشارف الغابة الاستوائية جنوبا.

ويتكون هذا النظام الصوتي حاليا من عدد من اللهجات يمكن اختزالها حسب جل الباحثين في حوالي 8 فروع كلها تنحدر من اللغة الأمازيغية الأم وتختلف فقط في الجانب الصوتي وبعض الجوانب المعجمية، و أهمها :
· فرع تاتواكَييت : (الطوارقية) وهي اللغة الزناتية ويتحدث بها الأمازيغ الطوارق بالصحراء الكبرى وتنتشر هذه اللهجة في شمال كل من مالي والنيجر وجنوب الجزائر وليبيا ومناطق من تشاد وبوركينافاسو .
· فرع تاسوسييت أو تاشلحييت : وهي لغة مصمودة ولمطة وجزولة وتنتشر في المغرب من خط دمنات – الصويرة شمالا إلى الصحراء جنوبا ومن المحيط الأطلسي غربا إلى منطقة وارزازات شرقا ..
· فرع تاقبايلييت : و هي لغة كتامة المنتشرة في مناطق القبائل بالأطلس الساحلي الجزائري
· فرع تامازيغت : وهي لغة صنهاجة وتنتشر في شرق الأطلس الكبير وفي الأطلس المتوسط ومناطق زمور و زايان بالمغرب .. + فرع تاريفييت : وهي لغة كَتامة المنتشرة في جبال الريف والهضاب التي تليها جنوبا وفي شرق المغرب …
· فرع تانفوسييت : وهي لغة نفوسة وتنتشر في جبال نفوسة ب ليبيا وشرق و جنوب تونس
· فرع تاغدامسييت وهي لغة منطقة غدامس الموجودة بالجنوب الغربي بليبيا + فرع تازواوييت وهي لغة واحة زواوة بالقرب من جبال نفوسة بليبيا
· فرع تاسييوييت : وتنتشر في صحراء جنوب غرب مصر …
· فرع تاشاوييت : وتنتشر في جبال الأوراس ب شمال شرق الجزائر وشمال و وسط غرب تونس
· فرع تامزابيت : المنتشرة في وادي مزاب بالجبال الصحراوية الجزائرية ومن المعلوم أن اللغة الأمازيغية قد اضمحلت في جزر الكناري بسبب الاستعمار الإسباني، رغم اعتزاز أهلها الأصليين “الغوانش” بأمازيغيتهم.

للغة الامازيغية نظام كتابة وهي تيفيناغ:
وهي اللغة التي استعملها الأمازيغ الطوارق في حين كتب الأمازيغ بكتابات أخرى لعدة ظروف يذكرها التاريخ،
ج- الأمازيغية لغة أكد عليها كل الباحثين القدامى والمحدثين:
وذلك بشهادة أغلب المؤرخين والدارسين:
Ø يقول العلامة ابن خلدون:"… ولغتهم أي لغة الامازيغ أو البربر من الرطانة الأعجمية متميزة بنوعها وهي التي اختصوا من أجلها بهذا الاسم .."،
Ø يقول الحسن الوزان في كتابه تاريخ أفريقيا: "إن الشعوب الخمسة المنقسمة – يشير إلى شعوب صنهاجا، مصمودا، زناتا، هوارا و غمارا في شمال إفريقيا أو ما يسمى بالأفارقة البيض – تستعمل لغة واحدة تطلق عليها إسم « أوال أمازيغ » أي الكلام النبيل، بينما يسميها العرب البربرية، وهي اللغة الإفريقية الأصيلة والممتازة والمختلفة عن غيرها من اللغات"؛
Ø مولود معمري ( 1917-1989 ) في كتابه Tajrrumt n tmazight ؛
Ø سالم شاكر في كتابه Textes en langueberbère؛
Ø أحمد بوكوس في كل كتاباته منها: أطروحته المعنونة ب Langage etculture populaire au Maroc المنشورة في السبعينيات؛
Ø المرحوم قاضي قدور في رسالته لنيل الدكتوراه في موضوع Système verbal en tamazight سنة 1987.
Ø محمد شفيق في كتابه "33 قرنا من تاريخ الأمازيغيين": نقلا عن الكاتب الفرنسي المستمزغ « André Basset » ما يلي : ” ينتقل الباحث من لهجة إلى لهجة دون أن يحس بأنه يتنقل داخل نفس اللغة . ” كتب هذا سنة La langue berbère, p. IX) 1929 ثم أضاف بعد عشرين عاما من مواصلة البحث، قائلا : ” إن بنية اللغة الأمازيغية وعناصرها وأشكالها الصرفية تتسم بالوحدة إلى درجة أنه إن كنت تعرف حق المعرفة لهجة واحدة منها استطعت في ظرف أسابيع أن تتعلم أية لهجة أخرى، تدلك على ذلك التجربة، إذ اللغة هي اللغة نفسها .[21]
Ø يقول نجيب رشيد: "نظرا لما تحتضنه الأمازيغية من كنوز لغوية وذخائر لسنية ونفائس ثقافية, فقد لفتت منذ مدة طويلة أنظار المشتغلين في البحث اللسني وطنيا وعالميا، وإلى حدود منتصف القرن 19 ظهر في تاريخ علم اللسانيات تخصص جديد يدعى ” البحث في اللسانيات الأمازيغية"، وهو تخصص أعطى ثماره واضحة في هذا المجال. ويعتمد إما البحث من داخل اللغة الأمازيغية وجذورها، وإما في منهج المقارنة بينها وبين اللغات الأخرى.

كما أن هناك العديد من الكتابات الفرنسية التي أكدت على لغوية اللغة الامازيغية، ومنها:
· André Bassetالذي كتب كتابا بعنوان La langue berbère سنة 1929؛
· Emil Laoust الذي ألف مجموعة من المؤلفات حول اللغة والثقافة الأمازيغيتين ومنها Mots et choses berbères سنة 1920 وكتاب Cour de berbèremarocainسنة 1939؛
· Lionel Galand الذي أصدر كتابا بعنوانet la culture berbèreLa langue سنة 1979؛
· بنطوليلا وهو متخصص في الأبحاث والدراسات اللسانية حول اللغة الأمازيغية والثقافة الأمازيغية، ومن أهم مؤلفاته في هذا الإطار كتاب Les classes d’unités significatives en berbère الصادر سنة 1986؛
· روبير أسبينيون الذي أنجز كتابه "لنتعلم البربرية لهجة تاشلحييت" Apprenons le bérbère ” “le dialecte sheluh”.

هذا فضلا عن الكتابات الاسبانية التي أكدت على لغوية اللغة الامازيغية، ومنها:

Ø كتابات Ibânez و Sarrionanda و Figueras و Lafuente .
أما من جهة الباحثين الأمريكيين فنجد كلا من Penchoen و Applegate و Harrien و Abdelmassih و Greenberg.هذا الأخيرأصدر كتابا بعنوان Languages of Africa سنة 1955 تطرق فيه إلى اللغة الأمازيغية، وقد صنف فيه اللغات الإفريقية إلى أربع مجموعات وسمى إحدى تلك المجموعات بالمجموعة الإفريقية الأسيوية واضعا اللغة الأمازيغية في مقدمتها.

بالإضافة إلى العديد من الكتب التي لا يمكن احصاؤها، نختمها بالباحث السويسري W.Vycichl الذي ألف كتابا بعنوان Contacts chamito-sémitiques : un seul groupe oudeux groupes distincts
?

اللغة الأمازيغية


نظراً لعدم اهتمام كثير من الكتاب و علماء اللغات باللغة الامازيغية ، و عدم التطرق إليها حين يتم تحليل كثير من الألفاظ في اللهجات المحلية و عند مقارنة اللغات ببعضها،تطرقنا لذلك لأجل إظهار وجهة نظرنا في ما يخص هذه اللغات و علاقتها مع اللغة الامازيغية و أظهار كيف أن اللغة الامازيغية أثرت كثيراً في اللغات المجاورة لها و بالأخص اللغة العربية ، و عند ملاحظة و استقراء اللهجات العربية و بالأخص لهجات شمال أفريقيا ، نجد ان بها كثير من الألفاظ الامازيغية وخاضعة للقاعدة اللغوية الأمازيغية، و التي لم تستطع اللغة العربية إزاحتها و استبدالها بالفاظ عربية وبتطبيق قواعدها اللغوية.
وهذا ما نلاحظه في اللهجات المحلية سواء في الألفاظ المستعملة بين الناس او في أسماء القرى و المدن ، او في أسماء العائلات و الأشخاص ، وكذلك أسماء المناطق و الأماكن العامة وأسماء الحيوانات والنباتات والعصافير.
وهنا أقول اللهجات المحلية و ليس اللهجات العامية كما يصفها كثير من أشباه مثقفينا ، لماذا ؟ لأن عندما تقول اللهجات العامية هنا تبين أن عامة الناس يتكلمون هذه اللهجات ، و لا وجود للهجات او لغات أخرى معها.
و لزيادة تأكيد هذا نذكر بعض الملاحظات حول اللهجات المحلية و بالأخص في دول شمال أفريقيا ، منها :
ــ عدم وجود المثنى في هذه اللهجات وهو راجع الى أن اللغة الامازيغية ليس بها مثنى .
ــ عدم وجود الحروف اللثوية في هذه اللهجات ، مثل الذال والظاء ، و هو راجع الى أن اللغة الامازيغية لا يوجد بها أصلاً هذه الحروف .
ــ قلة وجود الحروف مثل الضاد و العين و الحاء ، في اللهجات المحلية ، لأن هذه الحروف هي كذلك لا توجد في اللغة الامازيغية أصلاً ، وإن وجدت فهي نتيجة لتأثير اللغة العربية في اللغة الامازيغية .
ــ كثرة استعمال حرف ( g ) في اللهجات المحلية بدل من حرف الجيم و القاف ، وهذا راجع الى أن حرف ( g ) هو حرف أساسي في اللغة الامازيغية ، بينما هذا الحرف لا يوجد في اللغة العربية .
( الغفّة ) و هي شعر الرأس و هي اتت من اللفظ الامازيغي ( تغوفّا ) وهي كذلك تعني شعر الرأس وهي اشتقت من اللفظ ( إغف ) وهو يعني الرأس بالامازيغية ، و أيضاً يوجد ( غف ) وهو حرف جر ويعنى على .
الاّغ ) الذي يعني القاع في الامازيغية ومنه ( يتّلّغ ) و يعني يلعق ، و اللفظ ( إلغ ) و يطلق على فم الرحى أي محيط الفم ، وحسب ما جاء في مدونة ابن غانم : ( إلغ ) بالامازيغية بمعنى المدح ، و ( يلّغ ) أي مدح ، ومن المعروف أن المدح هو من عمل اللسان ، و اللفظ ( لغي ) وهو المناداة بصوت مرتفع ، و زد على ذلك اللفظ ( ميلق ) من لهجة جادو نفوسا ، و يطلق على أي سطح أملس او ناعم ، وهنا حرف ( ق ) أصله ( غ ) ، بحيث يكون اللفظ ( ميلغ ) وهو الشيء الناعم نتيجة عمل اللسان ، كما المدح ، و ( يملغ ) أي الذي تغير طعمه وهو التذوق ، و اللفظ ( املّاخ ) وهو الذي يقوم بدبغ الجلود و صناعة قطع الجلود المستخدمة في الأحذية وهذه القطع تسمى ( تملخين ) ومفرده ( تاملخت ) وهو من فعل ملخ او ملغ ، ولعلم في الامازيغية يكون الإبدال في ما يخص هذا اللفظ بين ثلاثة حروف فقط هي ( غ – خ – ق ) ، وأيضاً اللفظ ( يلقغ ) أي ناعم والذي أصله ( يلغغ ) بزيادة ( غ ) أخرى عن ( يلّغ ) ، ومنه اللفظ ( تملغغت ) وهو من ( ألّاغ ) أي المخ ، ومنه اللفظ ( تلغت ) وهو الوحل وهو مشتق من ألّاغ و القاع ، وأيضاً اللفظ ( لوغ ) وهو يطلق على الماء العكر الذي في القاع
( مليغيغة ) يطلق على الفتحة التى في عظم الرأس للأطفال حديثي الولادة وهي في مقدمة الرأس ، وفي الامازيغية تكتب ( تملغّيغت ) ولها علاقة باللفظ ( ألاّغ ) و يعني القاع الذي يحوى المخ ، و المخ هو ( ألّل ) و الى جانب اللفظ ( تملغّيغت ) يوجد لفظ مرادفاً له وهو ( تابلقّا ) ومنه اللفظ ( يتّبقل ) أي الذي يصاب بحرارة الشمس في رأسه .
كطّاية ( geththaya)
هذا اللفظ اتى من اللفظ ( تاكطّايت - tageththayt ) في بعض اللهجات تكتب ( تاجطّويت - tajeththuyt ) ، و هي تخص البنات فقط ، حيث يتم تحليق شعر الرأس من الجانبين و يترك وسط الرأس طويل الشعر و يمسك الى الخلف حتى يتدلى على الظهر ، وهي من التقاليد الامازيغية القديمة ، حيث يحلق شعر البنات من اليوم الأول للولادة حتى تصل سن الرشد
البازين = تاكولا بضم الكاف وتشديد اللام
وهي وجبة تتكون من دقيق الشعير المرحي و يعجن بالماء مع التسخين حتى يتصلب قليلاً ثم يوضع في القصعة ويكون على شكل مخروطي وبه فتحة من الأعلى ، ثم يضاف إليه الطبيخة وتعرف بـ ( اسكاف ) وكذلك ( بليلو ) ، و عليه فأن اللفظ ( بازين ) أتى من شكل العجين و الذي هو مخروطي ، و ( بازين ) في الامازيغية تعني الشكل المخروطي ، في جبل نفوسا وجربة يطلق عليه ( أرواي ) .
الزميطة
وهي أكلة امازيغية قديمة و تتكون من دقيق الشعير المرحي و أحياناً يضاف إليه بعض الأعشاب العطرة ، و يخلط مع الماء و أحيانا بالزيت ويقدم كوجبة ، وهو أتى اللفظ ( أزمط ) الذي يعني ابلع الأكل لأن الزميطة تبلع و لا تمدغ عند أكلها .
المسدة
وهي الآلة الخشبية المعدة لصناعة الحولي ، و في الامازيغية تعرف بـ ( زطّا ) و المسدة اتت من اللفظ
( تامسدّيت ) و هي إحدى الأدوات التي تستعمل عند إنشاء ( زطّا ) وتصنع من الخشب او الحديد وهي أربعة قطع حديد على شكل مربع ، و يثبت بها أربعة أعمدة من الحديد في كل زاوية ، وكذلك يوجد ( أسدّاي ) وهو القاعدة السفلية المنسج ( زطّا ) ، وهو من الفظ ( ادّاي ) أي السفلي .
الجرد
إن الجرد او الحولي كما ينطق في بعض المناطق ، وهما من الملابس المحلية المعروفة ، إن اللفظ الحولي اتى من الحول وهو يعني السنة في العربية ، ويقابله في الامازيغية اللفظ ( تلابا ) وهو لباس المرأة والرجل ، ولكن ( الجرد ) يعني ( تلابا ) او الحولي القديم والذي اتى من اللفظ ( يجرد ) ويعني قدم ، و ( تلابا ) التى تلبسها المرأة ، منها عدة أنواع ، ( تاقوسيت ) ، و ( لمقنا ) و( تاخليلت ) و هذه الأخيرة لا تلبس إلا في ايام العرس ، حيث تلبسها العروس فقط .
الطاقية
وهي غطاء الرأس وهو من اللفظ الامازيغي ( يتّقّا ) أي لم يعد يرى او مختفي ، و اللفظ ( يتّقّا ) له علاقة باللفظ ( تاقّا ) أي الغبار و الذي عندما يتصاعد يختفي ما خلفه ، و اللفظ ( ا تّقات ) وهو الشيء الذي يسترك او يحميك من أشعة الشمس او من البرد او غيره ، و بالتالي نجد ان ( الطاقية او التاقية ) هي بدورها تحمى الرأس و تستره ، مع وجود ألفاظ في العربية أخذت من هذا اللفظ ، مثل اتقى و الإتقاء .
قرجومة
وهي تعني البلعوم في الامازيغية وتكتب ( تاقرجومت - tagerjumt ) بحرف ( g )و ليس ( ق )، وتجمع ( tgurjam ) .
للاّ
وتنطق اللام مشددة و هي تعني سيدة وهي كلمة امازيغية وليس لها أي معنى آخر ، و تجمع ( تيند للاّ ) أي سيدات ، وهي تستعمل في شمال أفريقيا من ليبيا حتى المغرب .
إقرقب _ igergeb
وهي عملية رحي ثمار الزيتون في معاصر الزيتون والتي تعرف في الامازيغية بـ ( إندار ) ومفردها ( أندور ) ، وكذلك في اللهجة العامية يقال الشوامى في الامازيغية ( تشوماى ) وهي جمع ، والتي تقوم بعصر
الزيتون المرحي ليخرج منه الزيت مع المرجين ، ( ميرجين ) وهذا الأخير يصفى منه الزيت ،و أيضاً الفيتورة وهي ( أفيتور ) و منها أخذ اسم الفيتورى ، و للعلم فأن معاصر الزيتون القديمة و التى مازالت في قرى نفوسة حتى الان سليمة ، هي من اختراع الامازيغ من اقدم العصور ولهذا مازلت الالفاظ التى تتعلق بالمعصرة هي ألفاظ امازيغية .
قلالية ( gellaleya )
وهي ما يعرف بالبلكونة ، و هي مساحة تكون لتهوية الحجرة و لنشر الملابس فيها وهي وشكلها الخارجي يكون معلّق بدون أعمدة ، وهذا اللفظ أتى من اللفظ الامازيغي ( أقل -- agel ) والذي يعني علّق ، ومن اللفظ ( قلّو - gellu ) أي المعلق ، ويطلق على تركيبة صخرية تشبه القلالية .
يمرد
وتكتب ( إمرّد ) وهو لفظ امازيغي ومعناه في العربية يزحف ، و الذي أتى منه اللفظ ( امرّاد ) أي الزاحف ، و اللفظ ( يمرد ) أي زحف ، و اللفظ ( نمرود ) وهو الزاحف ، ومن الالفاظ في اللغة العربية ( المارد و المريد و المتمرد ) كلها اشتقت من اللفظ الامازيغي ( يمرد )
القيلولة
وهي الفترة التى يركن فيها الناس الى الراحة عند اشتداد حرارة الشمس ، و تعرف في الامازيغية ( آزل او آزال ) ، أي الظهيرة في العربية ، و القيلولة اتت من اللفظ الامازيغي ( إقيل ) أي رفض و اللفظ ( قاليد ) ويعني أتركني ، و ما القيلولة إلا ترك العمل و الخلود الى الراحة .
قدر - gder
وهو إناء فخاري يستعمل للطبخ قديماً و بالامازيغية يكتب ( توقديرت - tugdirt ) و في بعض اللهجات مثل لهجة يفرن يكتب ( تويديرت ) و اللفظ الاخبر أتى من اللفظ ( يدّر ) ويعني عاش ، و الذي له علاقة مع الالفاظ ( إدير ) وهو اسم من عاش ، و ( تادّارت ) وهي تعني المنزل وأيضاً القرية و قطعة الأرض المخصصة للزراعة ، و ( تيدّرت ) وهي الحياة ، ومن الملاحظ ان كل هذه الالفاظ مشتقة من اللفظ ( يدّر ) و كلها تتعلق بالأكل او العيش ، وفي الأخير نؤكد ان اللفظ العربى
( الدار ) هو لفظ امازيغي مشتق من ( يدّر ) و ( تادّارت ) .
القديد – algedid
و يقصد به أخذ قطع من اللحم توضع على الحبل تنشر في أشعة الشمس بعد ان تغطس في سائل من الماء و الملح و بعض التوابل ، لفترة زمنية و بعد ذلك تقلى على النار بالزيت حتى تتيبس قليلاً ، ثم تخزن في أواني من الفخار ، ليتم استهلاكها فيما بعد ، ( أقديد ) وهي أكلة امازيغية قديمة جداً ، وهذا اللفظ أتى من اللفظ ( أقّد ) الذي يعني الحرق بالنار و أيضاً يعني الكي بالنار ، واشتق منه اللفظ ( إغد ) الذي يعني الرماد وهو من مخلفات النار ،وهنا تحول حرف ( ق) الى ( غ ) وهي عملية تبادلية موجودة في النحو الامازيغي . و من هذه الالفاظ أخذت العربية من الامازيغية اللفظ ( متّقدة ) ، و ( الموقد ) .
هجّالة
وهذا اللفظ أخذ من اللفظ الامازيغي ( تادجالت و أدجال ) ومعناهما الارملة والارمل .
تكّازة
وهي ما يعرف في العربية بالعرافة ، وهذا اللفظ يستعمل في تونس وهو اتى من اللفظ ( يوكز ) ويعني فهم ، و اللفظ ( تاكزا ) ويعني الفهم ، ثم صار هذا اللفظ بعد ذلك يطلق على علم الغيب ، ومنه أتى اللفظ
( تتكّازت ) ويعني العرًافة ، مازالت هذه الالفاظ تستعمل الى اليوم في كثير من المناطق

البكّوش = ازنزوم بفتح الالف وضم الزاي وتسكين النون وضم الزاي وتسكين الميم
وهي تعني الأبكم ، وهو لفظ أمازيغي ، حسب ما جاء في محيط المحيط البكوش : الأخرس في لغة المغاربة ، وعن دوزي قال البكوش كلمة أمازيغية .
الجواجي
( ما عنديش اجواجي ) ومعناه ما عندي مقدرة ، وهي من اللفظ الامازيغي ( جاج ) و قي بعض اللهجات ( قاج - gaj ) والذي يعني داخل ، وما المقدرة و الجواجي إلا من الداخل من القلب ، واللفظ الأخير ( gaj ) اشتق منه اللفظ ( إقاجي - igaji ) بما معناه يغامر بشجاعة و ما الشجاعة إلا من داخل القلب .
يبرز
عندما تسأل أي إنسان عن حالته الصحية يقول لك نبرز أي انه في حالة جيدة ، وهذا اللفظ في الامازيغية يكتب ( إبرّز ) و لكن في لهجة القبائل في الجزائر يقولون ( إقرّز - igerrez ) أي أن حرف ( ب )
انقلب الى ( g ) حسب خاصية إبدال الحروف في الامازيغية ، ومن هذا اللفظ اشتق اللفظ ( القرّازي - agerraz ) وهو زيتون المائدة الغليظ ، وأيضاً أرى إن أسم مدينة ( قرزة - gerza ) التاريخية قد أخذ من هذا اللفظ .