من أهم القضايا الوطنية الهامة التي أهملتها
حكومة الاستقلال بقيادة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وبعده الرئيس زين
العابدين بن علي هي قضية اللغة الأمازيغية وهي أخت اللغة العربية في الوطن
كما يقول العلامة الشيخ الابراهيمي،ولكنهم غرقوا في الحديث عن الوحدة
الوطنية وبناء الدولة وتحديث المجتمع التونسي باحداث ثورة على العادات
والتقاليد بل لنقل على الموروث التونسي الأمازيغي الأصيل فتفككت
الروابط الاجتماعية التقليدية ووقع التخلي عن نمط معيشي في القيم
والمفاهيم ولكن لم يكن يراعي الخصوصية الحضارية لتونس والتي تعد الأمازيغية
عمودها الفقري في رسم هويتها الوطنية وربما وقع الخلط بين الموروث القديم الوافد من الشرق والذي
لا يمت لنا بصلة حيث مثل عائقا للتحديث والعصرنة وبين ثوابت الشخصية
التونسية المتجذرة فيه أب عن جد وأول هذه الثوابت اللغة الأمازيغية التي
وقع اعتبارها من القديم الذي سيعيق عملية تحديث المجتمع التونسي ووقع
الاكتفاء باللغة العربية التي تستمد وجودها من الدين الاسلامي وان لم نبالغ
فلها شرعية الهية حسب البعض مع اللغة الفرنسية كلغة علم وتكنولوجيا ولا
مكان بالتالي للغة الأمازيغية وفق هذه المعطيات، لكن كان من المفروض أن
نحتاط لمضاعفات هذه السياسة المتسرعة والتي اختزلت الوقت في عملية البناء
الوطني حققت نجاحات في مستويات عدة لا أحد ينكرها أو يتجاهلها أو يتطاول
عليها فهي مكتسبات وطنية ثابتة لكن لا ننكر أننا نعيش اليوم مخلفات سلبية
ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا لما وقع التغاضي عنه وعدم التعامل معه بمسؤولية
ألا وهو البعد الأمازيغي واللغة الأمازيغية بالأساس،ولا نتخذ من اهمال
اللغة الأمازيغية سببا مباشرا لحماية اللغة العربية لأنّ الأمازيغ هم من
حمى اللغة العربية والاسلام،فكل قرية تتوفر على زاوية تدرس فيها اللغة
العربية وأصول الفقه،ولا أحد ينكر أن معظم المدن والقرى ذات الكثافة
السكانية الناطقة باللغة الأمازيغية كانت قبلة لدارسي العربية ووتعاليم
الإسلام، ولهذا أعتقد أن معالجة قضية اللغة الأمازيغية منذ أكثر من نصف قرن
في تونس بعد الاستقلال لم تكن معالجة سليمة بل كانت محاولة لاحتوائها
واستيعابها ومن ثم تذويبها واندثارها تدريجيا أو تهجينها وفقدانها
لمميزاتها النحوية والصرفية الأمازيغية وهذا سبب حدوث كل تلك المشاكل
المرتبطة بالبعد الأمازيغي على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والثقافي
والسياسي في تونس تظهر يوما بعد يوم في زمن العولمة الجارف لكل الخصوصيات الصامدة
.
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire