lundi 31 mars 2014

التقويم الأمازيغي الدلالات والرموز




الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الذي يصادف ليلة 13 جانفي من كل سنة ، تقليد راسخ ليس في الثقافة الشعبية التونسية فحسب ، لكن في ثقافات شعوب شمال أفريقيا من لبيبا إلى الجزائر الى المغرب الى موريطانيا حيث ما يزال سكان هذه المناطق يحيونه بطقوس مختلفة باختلاف التقاليد والعادات.ويعتبر يوم 31 دجمبر أمازيغي الموافق ل 13 جانفي من كل
سنة ميلادية حاليا بالنسبة للأمازيغ تقليد مرتبط بالطبيعة وبالموسم الفلاحي، حيث تشير الطقوس إلى مدى ارتباط الإنسان الأمازيغي القديم بأرضه ومدى اندماجه في الطبيعة من خلال ممارسة بعض التعبيرات التي يرجى منها إبعاد شبح الجوع والتماس أسباب الخير والسعادة التي لا تكون بالنسبة للإنسان الأمازيغي إلا بوفرة المحاصيل، فبداية العام تشكل نهاية وخاتمة للمؤونة الماضية أو العولة وبداية التحضير للمحصول القادم. تاريخيا يعد التقويم الأمازيغي من بين أقدم التقويمات التي استعملها البشر على مر العصور، إذ استعمله الأمازيغ منذ أن اكتشف الزراعة ومارسها في العهد القبصي والذي رافقه اهتمام بالظواهر الطبيعية والفلكية وما تخلفه من تأثيرات على الأرض ويؤكد ذلك المؤرخ الفرنسي غوتييه : بان الأمازيغ لم ينتظروا احدا ليعلمومهم الزراعة ويعتبر 14 جانفي أول يوم في السنة الأمازيغية وهو التاريخ الذي يفصل بين زمنين طبيعيين ، زمن البرد والاعتدال الذي يصادف عادة بداية تجديد الطبيعة لدورتها الحياتية أو ما يعرف بخروج الليالي البيض ودخول الليالي السود حيث خلال الليالي البيض لا تكون التربة صالحة للزراعة ومع دخول الليالي السود تصبح التربة صالحة للبذر ، لهذا يبدأ الناس في تهيئة الحقول ومباشرة الأعمال الفلاحية حيث تجتمع مختلف الاحتفالات التي تصادف هذا اليوم على تمجيد الطبيعة والإكبار من شأنها والتماس الأسباب التي يعتقد أنها تجلب الخير والإنتاج الوفير. ولكن ظل الاحتفال برأس السنة الأمازيغية احتفالا فلاحيا موسميا وحدثا تقليديا مرتبط أساسا بالأرض ولم يرتقي الى مرحلة التأريخ بشكل رسمي الا في سنة 950 ق.م عند انتصار القائد الأمازيغي في معركة حاسمة ضد قائد الفراعنة رمسيس الثاني إذ كان الفراعنة قبل هذا التاريخ ينظمون هجمات متكررة على بلاد الأمازيغ للاستيلاء على أرضهم وخيراتهم ونهب ثرواتهم وهي تعد أول حرب في تاريخ الانسانية يخوضها شعب لتحرير أرضه وحدثا تاريخيا هاما في التاريخ الأمازيغي القديم ثم صعوده الى عرش الحكم الفرعوني وتأسيسه للأسرة الفرعونية الثانية والعشرين فكان ذلك التاريخ بداية الحساب أو التأريخ للتقويم الأمازيغي الذي يبلغ الآن 2964 سنة وتوثق النقوش التاريخية المحفورة على أعمدة معبد ″الكرنك″ في مدينة الأقصر بمصر لهذا النصر العسكري وتتحدث تلك الآثار بالتفصيل...وبالتالي فقد توارث الأمازيغ تقاليد الاحتفال منذ 950 سنة قبل الميلاد بشكل رسمي ومنتظم وأصبحت جزءا من ثقافتهم يتم الاستعداد كل سنة لإحياء هذه المناسبة من خلال القيام بمجموعة من التعبيرات مثل تعليق الأنشطة المنزلية كتنظيف المنزل وأواني الأكل ، ولبس النسوة للباس جديد والتزين لاستقبال العام الجديد، وإعداد وجبات خاصة للمناسبة أشهرها طبق الكسكسي (سكسو) بالخضر ويكون بلحم الدجاج المحلي ويستحضر اللبن ويتم اعداد الغرايف والبيض المسلوق والرفيسة والبركوكش وهذا كله يجب ان يكون جاهزا قبل غروب الشمس.كما يتم فيه غرس أشجار الزيتون ويكون رأس السنة الأمازيغية مناسبة لتبادل الزيارات العائلية وإنهاء الخصومات وإقامة الصلح ومناسبة كذلك للتضامن الاجتماعي عبر تجميع الصدقات وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين.وهذه أسماء الأشهر بالأمازيغية التي مازال آبائنا وأمهاتنا يحفظها الى الآن وهي : يناير، فورار، مغريس، برير، ميو، جونيو، يوليو، غشت، شتمبر، كتوبر، نونبر، دجمبر.وفصول السنة، وطول الشهور، عند الأمازيغ هو نفسه في التقويم اليولياني: ثلاث سنوات مكونة من 365 يوما تليها سنة كبيسة مكونة من 366 يوم، والشهر ينقسم إلى 30 أو 31 يوم مع بعض الاختلافات الطفيفة في حسابات شهر فبراير وهذا يؤكده جون سيرفيي (Jean Servier) بأن التقويم الأمازيغي ليس مشتقًا من التقويم اليولياني كما يظن علماء الفلك الغربيين اليوم ، وإنما من التقويم الفلاحي الأمازيغي حيث عندما عزم الرومان على تطوير فلاحتهم لم يروا في التقويم الروماني القمري التقليدي جدوى فما كان على يوليوس قيصر الا الاقتداء بالتقويم الفلاحي الأمازيغي وبالحساب الشمسي واستعان في ذلك بعالم الفلك الأمازيغي أو الليبي حسب التسمية القديمة سوسينغ (سوسينغيوس كما يسميه الرومان) ثم أضفى عليه فيما بعد البابا غريغوريوس بعض التعديلات وبالتالي تصح تسميته بالتقويم الأمازيغي-الغريغوري وهو نفسه المعتمد حاليا كما يؤكد كذلك إيدمون دوتي الباحث الفرنسي:بأن التقويم الامازيغي إلى عهد قريب كان هو السائد في اليونان، رغم أن المصادر الأوروبية التي وقفت عليها حاليا لم تشر إلى ذلك كما جرت هي العادة عند الاوربيين الذين يتجاهلون فضائل الثقافات الأخرى عليهم لطبيعتهم العنصرية محاولة منهم بالتفرد بالاكتشافات والانجازات العلمية للشعوب الأخرى.


اللغة الأمازيغية في تونس ضحية اهمال السياسيين



من أهم القضايا الوطنية الهامة التي أهملتها حكومة الاستقلال بقيادة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وبعده الرئيس زين العابدين بن علي هي قضية اللغة الأمازيغية وهي أخت اللغة العربية في الوطن كما يقول العلامة الشيخ الابراهيمي،ولكنهم غرقوا في الحديث عن الوحدة الوطنية وبناء الدولة وتحديث المجتمع التونسي باحداث ثورة على العادات والتقاليد بل لنقل على الموروث التونسي الأمازيغي الأصيل فتفككت الروابط الاجتماعية التقليدية ووقع التخلي عن نمط معيشي في القيم والمفاهيم ولكن لم يكن يراعي الخصوصية الحضارية لتونس والتي تعد الأمازيغية عمودها الفقري في رسم هويتها الوطنية وربما وقع الخلط بين الموروث القديم الوافد من الشرق والذي لا يمت لنا بصلة حيث مثل عائقا للتحديث والعصرنة وبين ثوابت الشخصية التونسية المتجذرة فيه أب عن جد وأول هذه الثوابت اللغة الأمازيغية التي وقع اعتبارها من القديم الذي سيعيق عملية تحديث المجتمع التونسي ووقع الاكتفاء باللغة العربية التي تستمد وجودها من الدين الاسلامي وان لم نبالغ فلها شرعية الهية حسب البعض مع اللغة الفرنسية كلغة علم وتكنولوجيا ولا مكان بالتالي للغة الأمازيغية وفق هذه المعطيات، لكن كان من المفروض أن نحتاط لمضاعفات هذه السياسة المتسرعة والتي اختزلت الوقت في عملية البناء الوطني حققت نجاحات في مستويات عدة لا أحد ينكرها أو يتجاهلها أو يتطاول عليها فهي مكتسبات وطنية ثابتة لكن لا ننكر أننا نعيش اليوم مخلفات سلبية ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا لما وقع التغاضي عنه وعدم التعامل معه بمسؤولية ألا وهو البعد الأمازيغي واللغة الأمازيغية بالأساس،ولا نتخذ من اهمال اللغة الأمازيغية سببا مباشرا لحماية اللغة العربية لأنّ الأمازيغ هم من حمى اللغة العربية والاسلام،فكل قرية تتوفر على زاوية تدرس فيها اللغة العربية وأصول الفقه،ولا أحد ينكر أن معظم المدن والقرى ذات الكثافة السكانية الناطقة باللغة الأمازيغية كانت قبلة لدارسي العربية ووتعاليم الإسلام، ولهذا أعتقد أن معالجة قضية اللغة الأمازيغية منذ أكثر من نصف قرن في تونس بعد الاستقلال لم تكن معالجة سليمة بل كانت محاولة لاحتوائها واستيعابها ومن ثم تذويبها واندثارها تدريجيا أو تهجينها وفقدانها لمميزاتها النحوية والصرفية الأمازيغية وهذا سبب حدوث كل تلك المشاكل المرتبطة بالبعد الأمازيغي على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي في تونس تظهر يوما بعد يوم في زمن العولمة الجارف لكل الخصوصيات الصامدة
.

الكاف عاصمة مملكة نوميديا

أكبر أكذوبة في تاريخ شمال افريقيا وأكبر عملية تزوير ممنهجة شارك فيها أعداء الأمازيغية من الداخل والخارج هي ما يخص الحضارة النوميدية ومملكة نوميديا العظيمة حيث تم التسويق لأكبر مغالطة بأن مملكة نوميديا قامت في ما يعرف اليوم بالجزائر فقط وعاصمتها سيرتا أي قسنطينة حاليا وامتدت قليلا الى الشرق أو الشمال الغربي التونسي حاليا لاظهار أن تونس لا تمت بصلة لنوميديا وهي امتداد لجلد الثور الأسطوري لكن الحقيقة أن مملكة نوميديا قامت في الشمال الغربي التونسي حاليا وكانت عاصمتها سيرتا مدينة الكاف حاليا وامتدت شرقا الى حدود بنزرت وزغوان حاليا وامتدت جنوبا من صفاقس حاليا الى طرابلس وكامل الغرب الليبي حاليا وامتدت غربا الى طنجة حاليا كما امتدت جنوبا حتى الصحراء الكبرى وهو ما يبين لنا أن أكثر من 75% من مساحة البلاد التونسية حاليا هي مجال نوميدي تحت تصرف النوميديين وسلطتهم وحتى العاصمة النوميدية كانت في تونس الكاف حاليا وهذا ما يؤكده أندري شارل جوليان أن الفينيقيون استعمروا قرابة 25 % من التراب التونسي وأسسوا مدينة قرطاج وبعض المواني التجارية على السواحل فقط.فمن يقف وراء هذه المغالطات الخطيرة والتلاعب بالتاريخ وتزويره خاصة ونحن نسمعها ونقرؤها من جهات رسمية سوى في تونس أو الجزائر؟

أصل تسمية تونس

 أصل تسمية تونس التي كثرت تفسيراتها والتلاعب بها عن قصد أو عن غير قصد
تونس لفظ أمازيغي محرف بعض الشيء من اللفظ الأصلي تناس tunès في اللغة الأمازيغية القديمة(اللوبية)والتي تعني المبيت من فعل أنس الذي يعني بات أو قضى الليل وتنس مؤنثة والى اليوم نقول في الدارجة المباتة مؤنثة ولا نقول المبيت وفاء للقاعدة اللغوية الأمازيغية وتوجد عديد المدن على سواحل شمال افريقيا من تونس حتى الجزائر وهي كلها قرى سكنية للايواء من بير بورقبة بالوطن القبلي الى تونس حاليا الى راس الجبل الى الكالة بالجزائر وصولا الى تيناس حاليا بالساحل الغربي الجزائري وهو دليل على أن أجدادنا الأمازيغ مارسوا السياحة منذ القدم حيث كانوا يستغلون السواحل للايواء وقضاء الليل بمقابل مثل ما كان ذلك مع الفينيقيين وغيرهم ممن يعبر البحر المتوسط وبالتالي لا علاقة لتسمية تونس بالمفتاح الذي يسمى في اللغة الأمازيغية تاساروت tassarut وهي تسمية استعمارية يريد ترسيخها البعض بخبث لربط تاريخ تونس ضمنيا بالغزاة والمستعمرين بمعنى أن الوافد فتح واستوطن بشمال افريقيا من تونس.