أزمة الشعب الأمازيغي بجزأيه
المعرب (لغويا) والناطق، هي أزمة هوية في العمق. أزمة كتمان وأزمة نكران
وأزمة نسيان. أما أزمة السياسيين والمثقفين والمفكرين والصحفيين
الأمازيغيين المعربين فهي، زيادة على ما سبق، أيضا أزمة عقدة النقص تجاه الأجنبي العربي والغربي معا.
أقصد هنا أدبيات الانبطاح والتصاغر أمام الأجنبي وسلوكات الرغبة في إثبات الإخلاص والوفاء للأجنبي وثقافته وهويته. وأقصد أيضا استجداء شهادات حسن السيرة والسلوك من الأجنبي، وأيضا تسول عبارات الإطراء والإعجاب خصوصا إذا كانت بنكهات فرنسية أو خليجية أو شامية أو مصرية.
أزمة الشعب الأمازيغي هي عدم القدرة على العثور على بوصلة الهوية المخفية تحت ركام التاريخ المزور أو المطموس. الأغلبية الساحقة من الأمازيغ المعربين يفهمون الهوية الأمازيغية عرقيا ولغويا وليس جغرافيا وحضاريا وتاريخيا وثقافيا. يظنون أن أصلهم العرقي (المزعوم) من شبه جزيرة العرب في آسيا يجعلهم عربا إلى الأبد مهما طال مقامهم ببلاد غير عربية. ويظنون أن مجرد تكلمهم بالعربية الدارجة وليس الفصحى يجعلهم عربا. لا يعرفون بأن الأمازيغي هو من يعيش في أرض الأمازيغ بشمال افريقيا مهما كان عرقه ولغته أو أسمه العائلي والشخصي
أما أزمة المثقفين فهي الإصرار على نكران هوية الأرض أو تناسيها أو كتمانها أو تجاهلها، رغم امتلاكهم القدرة المعرفية والتحليلية لاستشراف (بل وفهم) ماهية الهوية الأمازيغية. فما إن يقتربوا قليلا من الفهم حتى يصابوا بخيبة الأمل أو بالرعب بسبب تناقض ذلك «الاكتشاف» مع ما تم تلقينهم إياه في المدرسة والبيت والإعلام: «نحن عربْ»!
ويصابون بالخيبة والرعب أيضا بسبب الصورة النمطية المشوهة عن «الأمازيغ والأمازيغية» غير المتحضرة فيشعرون بـ»العار والفضيحة». تصوروا هذه المهزلة / المأساة: أمازيغي يحتقر أخاه الأمازيغي ويتبرأ منه بسبب أفكار منحرفة ومشوهة مصدرها العرب والغرب!
وهذا الرعب أو خيبة الأمل يدفعان هؤلاء المثقفين المعربين والمفرنسين إلى الفرار من انتمائهم الأمازيغي والهروب إلى الأمام عبر استجداء الانتماء إلى نوادٍ أجنبية وهويات أجنبية «محترمة» عربية أو فرنكوفونية. إلا أنهم يصطدمون بالنفور والإعراض من طرف أعضاء تلك «النوادي» الذين لا ينظرون بعين الرضا إليهم بسبب مظهرهم الثقافي «الأمازيغي» الذي لا ينجحون في إخفائه بالإضافة إلى عجمتهم الأمازيغية الخشنة الملتصقة بألسنتهم مهما حاولوا طمسها وتلطيفها...ولا يشفع لهم أنهم يبذلون قصارى جهدهم لإثبات تمكنهم من اللسان الفرنسي أو اللسان العربي بلهجاته ورطاناته، ولا ينفعهم أنهم يحفظون ثقافات الأجانب ويستشهدون برموز الأجانب ومعاييرهم.
طبعا هؤلاء الأجانب سرعان ما تتبدل نظرات النفور والاستغراب على وجوهم حينما يرون منفعة أو مصلحة في ذلك الأمازيغي كأن يستغلوا قدراته ومواهبه، أو يستخدموه لنشر لغاتهم وثقافاتهم، أو يجندوه للدفاع سياساتهم وليتظاهر في الشوارع باسمهم وتحت رايتهم ويَهَبَ حنجرته لقضاياهم، أو أن يفتح لهم أرضه ويجعلها مشاعا لهم ينهبونها ويفسدون فيها ويفترسون أبناءها قبل بناتها.
كل هذا التصاغر والتنازل يهون في سبيل أن يعترف الأجنبي القادم من الشمال«الغرب »أو الشرق«العرب» بأحقية الأمازيغي في العروبة أو الفرنكوفونية وبعضويته في «نادي المتحضرين». ولكن هيهات، لأن ذلك الأجنبي سيغادر ويرحل بمجرد إشباع رغباته وقضاء وطره، وأقصى ما سيمنحه لذلك الأمازيغي الحالم الذاهل هو ابتسامة منافقة مشفوعة ببعض عبارات الإطراء يمتدح فيها «كرم الضيافة» و»لذة المأكولات»، واعدا إياه بمعاودة الزيارة والوصال في أقرب فرصة...
أقصد هنا أدبيات الانبطاح والتصاغر أمام الأجنبي وسلوكات الرغبة في إثبات الإخلاص والوفاء للأجنبي وثقافته وهويته. وأقصد أيضا استجداء شهادات حسن السيرة والسلوك من الأجنبي، وأيضا تسول عبارات الإطراء والإعجاب خصوصا إذا كانت بنكهات فرنسية أو خليجية أو شامية أو مصرية.
أزمة الشعب الأمازيغي هي عدم القدرة على العثور على بوصلة الهوية المخفية تحت ركام التاريخ المزور أو المطموس. الأغلبية الساحقة من الأمازيغ المعربين يفهمون الهوية الأمازيغية عرقيا ولغويا وليس جغرافيا وحضاريا وتاريخيا وثقافيا. يظنون أن أصلهم العرقي (المزعوم) من شبه جزيرة العرب في آسيا يجعلهم عربا إلى الأبد مهما طال مقامهم ببلاد غير عربية. ويظنون أن مجرد تكلمهم بالعربية الدارجة وليس الفصحى يجعلهم عربا. لا يعرفون بأن الأمازيغي هو من يعيش في أرض الأمازيغ بشمال افريقيا مهما كان عرقه ولغته أو أسمه العائلي والشخصي
أما أزمة المثقفين فهي الإصرار على نكران هوية الأرض أو تناسيها أو كتمانها أو تجاهلها، رغم امتلاكهم القدرة المعرفية والتحليلية لاستشراف (بل وفهم) ماهية الهوية الأمازيغية. فما إن يقتربوا قليلا من الفهم حتى يصابوا بخيبة الأمل أو بالرعب بسبب تناقض ذلك «الاكتشاف» مع ما تم تلقينهم إياه في المدرسة والبيت والإعلام: «نحن عربْ»!
ويصابون بالخيبة والرعب أيضا بسبب الصورة النمطية المشوهة عن «الأمازيغ والأمازيغية» غير المتحضرة فيشعرون بـ»العار والفضيحة». تصوروا هذه المهزلة / المأساة: أمازيغي يحتقر أخاه الأمازيغي ويتبرأ منه بسبب أفكار منحرفة ومشوهة مصدرها العرب والغرب!
وهذا الرعب أو خيبة الأمل يدفعان هؤلاء المثقفين المعربين والمفرنسين إلى الفرار من انتمائهم الأمازيغي والهروب إلى الأمام عبر استجداء الانتماء إلى نوادٍ أجنبية وهويات أجنبية «محترمة» عربية أو فرنكوفونية. إلا أنهم يصطدمون بالنفور والإعراض من طرف أعضاء تلك «النوادي» الذين لا ينظرون بعين الرضا إليهم بسبب مظهرهم الثقافي «الأمازيغي» الذي لا ينجحون في إخفائه بالإضافة إلى عجمتهم الأمازيغية الخشنة الملتصقة بألسنتهم مهما حاولوا طمسها وتلطيفها...ولا يشفع لهم أنهم يبذلون قصارى جهدهم لإثبات تمكنهم من اللسان الفرنسي أو اللسان العربي بلهجاته ورطاناته، ولا ينفعهم أنهم يحفظون ثقافات الأجانب ويستشهدون برموز الأجانب ومعاييرهم.
طبعا هؤلاء الأجانب سرعان ما تتبدل نظرات النفور والاستغراب على وجوهم حينما يرون منفعة أو مصلحة في ذلك الأمازيغي كأن يستغلوا قدراته ومواهبه، أو يستخدموه لنشر لغاتهم وثقافاتهم، أو يجندوه للدفاع سياساتهم وليتظاهر في الشوارع باسمهم وتحت رايتهم ويَهَبَ حنجرته لقضاياهم، أو أن يفتح لهم أرضه ويجعلها مشاعا لهم ينهبونها ويفسدون فيها ويفترسون أبناءها قبل بناتها.
كل هذا التصاغر والتنازل يهون في سبيل أن يعترف الأجنبي القادم من الشمال«الغرب »أو الشرق«العرب» بأحقية الأمازيغي في العروبة أو الفرنكوفونية وبعضويته في «نادي المتحضرين». ولكن هيهات، لأن ذلك الأجنبي سيغادر ويرحل بمجرد إشباع رغباته وقضاء وطره، وأقصى ما سيمنحه لذلك الأمازيغي الحالم الذاهل هو ابتسامة منافقة مشفوعة ببعض عبارات الإطراء يمتدح فيها «كرم الضيافة» و»لذة المأكولات»، واعدا إياه بمعاودة الزيارة والوصال في أقرب فرصة...