dimanche 7 juillet 2013

الأمازيغية هي الحس الوطني التونسي بـِ هوية الأرض

الأمازيغية هي الحس الوطني التونسي بـِ هوية الأرض

الأمازيغية هي البداية الحقيقية لـِ الفكر الديمقراطي و الحوار والمدنية

الأمازيغية هي النهضة الثقافية و الفكرية التونسية والشمال افريقية

الأمازيغية هي الواجب الصعب

تونس هويتها أمازيغية شمال افريقية و كل من وفد عليها تبنى هويتها وانصهر في ثقافتها واندمج في مجتمعها

الأمازيغية تأكل ولا تؤكل

المواطن التونسي يأكل الكسكسي و يسمع الزكرة و المزود ويلبس القشابية والبرنوص يتعاطف مع اخيه الليبي والجزائري والمغربي والموريطاني مقابل المصري او الخليجي والمشرقي والأجنبي عموما لاشعورياً لأن وحدة الانتماء الأمازيغي تحركه

سياسة ماسينيسا (الملك الأمازيغي)الاقتصادية والاجتماعية

<< العولة>> أو سياسة ماسينيسا (الملك الأمازيغي)الاقتصادية والاجتماعية كأول نموذج اقتصادي و اجتماعي في شمال افريقيا

مع بداية كل موسم حصاد للقمح و الشعير، الذي عادة ما ينطلق مع نهاية شهر يونيو (جوان) من كل سنة، تستعيد الجدات و الأمهات الكثير من نشاطهن وتبحثن في ثنايا البيت عن مجموعة التجهيزات التي ستستعملها في صناعة «العولة» بشتى أصنافها. والعولة سياسة اجتماعية و اقتصادية أمازيغية بحتة منتشرة في كل بيت تونسية وفي كامل شمال افريقيا و تعرفها المناطق الريفية على وجه الخصوص، إلا أن هذه العادة امتدّت الآن إلى الأوساط الحضرية، بعدما استشرت أمراض العصر وأصبح البحث عن الغذائي المصنع بطريقة يدوية يلقى الكثير من الحفاوة في المجتمع التونسي. ولذلك تسعى العائلات القاطنة في المدينة إلى تكليف بعض النساء العارفات بخفايا المأكولات التقليدية (الامازيغية) بغية إحضار «العولة» بأصنافها، وقائمة المواد الغذائية التي يمكن تحضيرها وتصبيرها ثم تخزينها طويلة، وهي موجهة بالأساس لمجابهة أيام العسر والاعتلال وضمان قوت العيال خلال أيام الشتاء القارسة البرودة.

البداية تنطلق بجمع الصابة ـ أو الغلة ـ والمحصول الزراعي في المخازن المعدة سلفاً لذلك، وهناك من يستعمل الطرق النظيفة في الخزن، بصنع ما يسمى بـ«الخصّ» وهو عبارة عن بقايا سيقان الشعير التي ترصف إلى جانب بعضها البعض، ثم تشد من أحد جوانبها مستقيمةً إلى الحائط، فإذا بها لا تختلف كثيرا عن الخزان توضع فيه صابة الحبوب بأصنافها كلا على حدة. وتعول العائلة التونسية على القمح، الذي يصنع منه الكسكسي(سكسو) باعتباره الأكلة الشعبية والأكثر استهلاكاً من قبل العائلات التونسية، وكذلك خلى الشعير، كما تهتم العائلة التونسية بإعداد الشربة التي لا تخلو منها طاولة تونسية خلال شهر رمضان. أيضاً تستغل العائلات فرصة الوفرة من الإنتاج الزراعي الصيفي من خضار وفاكهة، فتعمل على تخزين أكبر نصيب منها، وتضم القائمة الطماطم والفلفل والتوابل بمختلف أصنافها، والفاكهة مثل السفرجل والتين والمشمش، ولكل منطقة خصوصياتها التي تعمل على حسن استثمارها.

وإذا رجعنا إلى الكسكسي، باعتباره الأكثر شيوعاً، فإن العملية تنطلق مباشرة بعد جمع الصابة، فتخرج الرحى التقليدية ذات الشكل الدائري من مكمنها. وتحتاج العملية لامرأة واحدة أو امرأتين تتداولان على الرحى، وغالبا ما تكون فترة الجرش او الهرس بالرحى مرفقة بأغاني أمازيغية ، وكثيراً ما تستعين النسوة بعضهن ببعض لأداء المهمة التي قد تتواصل لأيام وتسمى بالامازيغية" تويزة".

وتبتلع الرحى حبات القمح التي تتدحرج من الفك الأعلى من الرحى، ويقبض الفك الأسفل بدوره على الحبات الذهبية، فإذا بها قد تحولت إلى سميد شهي، حتى قبل أن تجرى عليه بقية العمليات. ويغربل السميد لإزالة مجموعة الشوائب التي رافقت عملية الرحى، وخاصة من الأنسجة الواقية لحبات القمح والمعروفة باسم «النخالة» التي تقدم بدورها طعاماً للكلاب. وتأتي النسوة بدلاء الماء الصافي، الذي يخلط بالضرورة بالملح كطريقة للتصبير، ثم توضع القصاع الكبيرة، ويوضع فيها السميد ثم يخلط بقليل من الماء مع مراعاة ألا يتحول إلى عجين، ومن ثم يمر الخليط بعد ذلك على الغربال و«الممضة» ـ وآلة هي شبيهة بالغربال، إلا أنها أقل عياراً ومنها أنواع توصي بها المرأة ـ وذلك لاستخراج الكسكسي (سكسو)سواء من الصنف الرقيق أو الخشن. أما ما يعلق من السميد الذي تحوّل تحت ضغط الأيادي إلى كسكسي، فإنه يدخل في باب «المحمصة» وهي كذلك من بين أهم الوجبات التي تعتمد عليها العائلة التونسية، باعتبار أنها تطبخ مع الخضار الشتوية المختلفة من جزر ولفت وبصل وسلق وعدس وحمص، فتكون بتركيبتها العجيبة إحدى الوجبات الواقية من برد الشتاء، خاصة في المناطق الريفية و الجبلية الباردة أساساً. بعد ذلك يوضع السميد الممزوج بالماء المالح، الذي حركته الأيدي بحرفية ومعرفة دقيقتين كي تحافظ عليه من الانقلاب إلى عجين لا يصلح لشيء، فوق قدر كبير من الماء ليأخذ نصيباً من البخار قبل أن ينزل من عليائه ويحوّل إلى أسطح المباني، وهنا يصار إلى تشميسه تحت أشعة الشمس الصيفية أو الخريفية الساطعة. ثم يخزن بعد ذلك في جرار كبيرة تحافظ عليه من الرطوبة، وبالتالي يُلجأ إليه كلما دعت الحاجة إلى ذلك. وتستعمل المرأة التونسية خبرتها وحنكتها في توزيع ما توفر لديها من مخزونات غذائية على مدار السنة، أي إلى حلول موسم الحصاد الموالي. ولئن عوّضت الرّحى التقليدية التي يمتد عمرها إلى قرون من الزمن، بالطاحونة العصرية، فإن عادة الاستفادة مما وهبته الأرض من خيرات، لم تفقد بريقها لدى العائلة التونسية خلال العقود الماضية، حتى وان تخلّت العائلات الشابة عن هذه العادة بعض الشيء. فإن الفوائد العميمة التي ظهرت لهذه المأكولات والربح المادي المهم الذي تؤمّنه للعائلة وضمان تزويدها بالكثير من حاجياتها مندون التفكير في الأيام الصعبة، جعلت هذه السياسة الاجتماعية والاقتصادية تستعيد موقعها من جديد.
وهكذا فإن «العولة» سياسة اجتماعية واقتصادية لا تزال قائمة منذ العهد النوميدي الأمازيغي. وهي اليوم تتحول إلى عملية حضارية بالأساس، يتنافس من خلالها الأصيل مع الوافد من مواد غذائية تعتمد على السرعة في كل شيء. ومن الإيجابيات المشجعة أنها تجد من يهتم بها من العائلات التونسية الأصيلة ، وهي تتقدم بسرعة ملحوظة في زحف تدريجي نحو المدينة التونسية تحت شعار<<كسكسلو يرجع لصلو>>